الفنون الجميلة

يعود تاريخ كلية الفنون الجميلة كمؤسسة للتعليم العالي إلى العام 1960-1961 ومن بينها "المعهد العالي للفنون الجميلة". وقد كان الهدف من تأسيس المعهد العالي للفنون الجميلة سد الفراغ الملموس في مجال تعليم الفنون التشكيلية وهندسة العمارة، وتخريج جيل من المعماريين والفنانين يرفدون الحركة الفنية الناشئة في سورية.

قسم النحت
فسم التصوير
قسم الغرافيك
قسم التصميم الغرافيكي والملتيميديا
قسم العمارة الداخلية

يدرس قسم النحت كافة التقنيات المعروفة في هذا المجال، وذلك ضمن الأطر والأسس الأكاديمية السائدة والمتعارف عليها في الأكاديميات العالمية، وقد تمكن من تخريج مئات النحاتين المزودين بالخبرة والمعرفة، ولازال قسم النحت يؤدي هذه المهمة بجدارة. وقد رفد هؤلاء الخريجون الحياة العامة للوطن، فغطوا جانباً من حاجتها إلى هذا الاختصاص، كما ساهم هؤلاء في دفع الحياة التشكيلية السورية قدماً إلى الأمام، وأسسوا لحركة النحت السوري المعاصر الذي بدأ يفرض وجوده في الحياة العامة للوطن من جهة ‘وفي الحياة التشكيلية السورية من جهة أخرى.
 يقوم خريجو قسم النحت بإقامة النصب التذكارية والتماثيل المفردة في الكثير من المواقع والساحات العامة في المدن السورية، كما يساهم النحاتون مع زملائهم من ذوي الاختصاصات الفنية الأخرى بتزويد مدن وقرى الوطن بلمسة فنية جمالية وحضارية وفق الإمكانات المتاحة.

انطلاقا من المقولة أن الفن هو إعادة صياغة للواقع أو للتاريخ، أو للمخزون السمعي والبصري والحسي، أو أنه خلق جديد يبدعه الفنان في تشكيل عمله الفني، لذلك يمكن القول إن الفن يمر في عملتين إبداعيتين هما العملية الذهنية وهي التصور والرسم في الخيال، وعملية التفريغ لولادة العمل الفني وتنفيذه.
من هنا نرى أن الرسم والتصوير هي العملية التي لا بد منها في تشكيل أي عمل فني سواء أكان تصويراً زيتياً أو جدارياً أو معمارياً أو نحتياً أو غرافيكياً وفي مراسم قسم التصوير يُدرَّس الرسم والتصوير الزيتي حيث تنفذ المشاريع العملية في قاعات تحوي الطبيعة الصامتة والموديل " النموذج الحي " وكل وسائل التعليم الفني الحديثة بإشراف أساتذة القسم. وبذلك يتعلم الطالب الرسم والتصوير بحرية تامة ليتمكن من التعبير عن نفسه من خلال تجاربه وتقديم مشاريعه المعدة لبناء شخصيته الفنية المميزة والتعبير عن موقفه الفني بشكل مستقل.

لقد أخذ فن الغرافيك حضوره العلمي المتميز حين خصصت له شعبة مستقلة في كلية الفنون الجميلة، حيث قام بالتدريس فيها عدد من الأساتذة المتخصصين الذين عرفوا فن الحفر ومارسوه أثناء دراستهم في أوربة.
ومن خلال إيفاد عدد من خريجي شعبة الحفر إلى عدد من البلدان العربية والأوروبية لتعميق معارفهم في اختصاص الغرافيك، أصبحت للشعبة كادرها التدريسي الوطني، والذي استطاع أن يساهم في تعميق الخبرات في مجالات الاختصاص وتنوعها، وبما يضمن تطور فن الغرافيك، وتوسعه أفقياً وشاقولياً، وبما يكفل إعداد المتخصصين العلميين وتأهيلهم بمستوى عال من الفن والمهارة والمعرفة.
تحولت شعبة الحفر في منتصف الثمانينات من القرن العشرين إلى قسم الحفر والطباعة (الغرافيك)، حيث بدأ القسم باستقبال أعداد متزايدة من الطلبة، وأصبح يضم قاعات ومراسم تحتوي على آلات طباعة ومكابس بما يلبي حاجة العمل الفني في مختلف مجالات وتقنيات فن الغرافيك، والتي تضم: الطباعة المعدنية " الحفر العميق " والطباعة الحجرية " الليتوغرافيا " والطباعة الخشبية " الحفر البارز " والطباعة بالشاشة الحريرية.

إن فنون التصميم الغرافيكي متشعبة كثيراً ولها جذور تمتد إلى كل أنواع الفنون التشكيلية وحتى التطبيقية منها. وهي تتماشى مع قانون التطور الفني والعلمي والتكنولوجي المعاصر، كما لها علاقة مع الآداب والفنون العامة.
يقوم قسم التصميم الغرافيكي والملتيميديا بتدريس تطبيقات فن الملصق، وفنون الرسوم المتحركة، وفن الخط، وفن التصوير الفوتوغرافي، وفن الرسم الإيضاحي، وفن الرسم والإخراج الصحفي وفن الإعلان المتحرك والمطبوع، ومختلف أنواع فنون الصورة المرئية بشكل عام. وهذه الاختصاصات لها أيضاً تشعبات كثيرة يصعب حصرها.
ويمكن اعتبار هذا القسم بمثابة مرآة تعكس حالة التطور في كل المجالات الصناعية والثقافية والفنية، ذلك لأن هذا القسم يواكب ويخدم خطط التنمية في أي بلد، ومن هنا برزت الأهمية القصوى لهذا الاختصاص العلمي الفني والمهني. ويمكن اعتبار الدراسة في هذ القسم، دراسة عملية كاملة، بالإضافة إلى مجموعة من المواد النظرية التي تقوم بتوسيع آفاق المعرفة الفنية والتقنية المعاصرة لدى الطلاب، وهو ما ينسجم مع حاجة البلد لهذا التخصص الفني الهام.

عبر مسيرة تمتد لأكثر من نصف قرن، استطاع قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة أن يحقق تطورا استثنائيا ويتصدر قائمة الاختصاصات الفنية إبداعية، والتي نهضت وارتقت بالذوق العام وفتحت آفاقا جديدة في تنمية الحس الجمالي ضمن الفراغ المعماري لدى المصمم والمستخدم على حد سواء. ويتجلى ذلك واضحا من خلال تتبع الغنى والتنوع الهائل في الحلول التصميمية والكتل المعمارية ومواد الإكساء والتقنيات الحديثة الموظفة ضمن الفراغات المعمارية المدروسة على الصعيد التجاري والسكني والخدمي والصناعي.
 وفي بداية الألفية الثالثة تشعب اختصاص العمارة الداخلية ليغطي مجالات التصميم الداخلي والصناعي والمسرحي والخدمي والمواقع العامة. وهنالك دراسات معدة حاليا لافتتاح أقسام مستقلة تختص بهذه المجالات.
 وقد شهد قسم العمارة الداخلية ومنذ ما يقارب العشر سنوات قفزة نوعية على الصعيد الأكاديمي تجلت بافتتاح قسم الدراسات العليا الذي أتاح بدوره متابعة الدراسة والتخصص للخريجين ونيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في اختصاص العمارة الداخلية أو أحد تشعيباته.
 كل ذلك كان نتاج جهد كبير وتواصل قام به أعضاء الهيئة التدريسية والتعليمية والفنية من أساتذة وأساتذة مساعدين ومدرسين ومحاضرين في هذا القسم والذين كانوا حريصين كل الحرص على أن يبقى هذا القسم مواكبا لآخر المستجدات في هذا الاختصاص على الصعيدين العلمي والتقني ومنفتحا على جميع التجارب الفنية والمعمارية العالمية مع الحفاظ على التراث والشخصية المحلية واحترام أسس التنمية المستدامة والتصميم البيئي.
 كما وسعى أعضاء الهيئة التدريسية في هذا القسم ويسعون دائما ليتبوأ هذا الاختصاص مكانه الصحيح بين الاختصاصات الإبداعية ذات الأهمية البالغة على مسيرة التطور والتنمية في هذا البلد بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.

استمارة التطوع في البوابة التعليمية